إلى عمود النور المحمدي في بلاد الشام
الشورى ضامن الديمومة، والاستبداد سبب الانقطاع …
كم من تجمع مبارك أدامت بركته حكمة التشاور، وكم من أعمال عظيمة جليلة الأثر ضيعتها رعونات الاستبداد …
وعلماء بلاد الشام هم بركة الزمان، ومنهم وفيهم الأبدال … إنَّ مبادرة التواصل بين علماء بلاد الشام المسماة (رابطة طلاب العلم في سورية) لا تهدف إلى أغراضٍ تحزّبية، ولا إلى مكاسب سياسية، ولا إلى شخصانيّاتٍ رخيصة، ولكنّها تتطلع إلى إيجاد رابطة روحية سامية، وقنواتٍ فكرية واعية، واتصالاتٍ علمية مثمرة، تنطلق من البيئة القريبة في كل محافظة من المحافظات السورية المباركة، وتتشابك في تعاون جادّ بين النتاجات العلمية والفكرية والمجتمعية لتكون مُخرجاتُها الأخيرة عمودا نورانيا رآه سيدنا المصطفى يتحرك من الحجاز ويغرس في بلاد الشام..
إنّ الروابط المجتمعية (غير الحكومية) بين علماء كل محافظة سورية، وفي المحصلة بين علماء سورية توجِدُ في البلادِ الشاميّة بيئةً آمنةً ثريّة بالفكر، دافئة في صلة الرحم – والعلم رحمٌ بين أهله- زاخرةً بالخدمات المدنيّة ..
فلماذا لا يكون للعلماء نواديهم … كما للأطباء والمهندسين والقانونيين ؟
ولماذا لا تكون لعوائلهم رياضهم ومنتدياتهم ؟
العلماء والعالمات …
وكم في بلادنا السورية من عالماتٍ درسن العلوم الشرعية فأبدعن في بحوثهن ..
وكما سيكون للعلماء نواديهم، سيكون للعالمات نواديهنّ ..
ولن يخطط للعلماء أحد …
فالمقترحات مقترحاتهم ..
والنتائج العملية يصنعونها بأيديهم ..
وساحات الحرية المولودة بعد سقوط نظام الاستبداد تتسع لكل طالب علم طالما أنه يبني العلياء من لبناتِ أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة، بعيدًا عن تشيُّعٍ حاول اختراق اللحمة الأصيلة عند خدم الكتاب والسنة، وتميُّعٍ حاول استثمار الإعلام لتشتيت المسلمين، والطعن في ثوابتهم هنا وهناك …
هيا يا علماء سورية … لننهض من جديد … أنتم فرسان النهضة … وأنتم الأمل المنشود.